الأحد، 18 ديسمبر 2016

حلبُ الفاضحة

بسم الله الرحمن الرحيم

حلبُ الفاضحةُ
                                                
(نظم)

لوْ أُنطِقتْ بالذي في سِرّها حلَبُ

لأدهَشَتْ، وأصاب السامعَ العجبُ


ماذا وَراء عيونِ الناس باكيةً


غير العواطف والأحشاءُ تلتهبُ؟


وهل يفيد البُكا والموتُ كاشفةٌ


عن قبحها؟ هلْ يفيد الميّتَ الأدب؟


ماذا وراء خطابِ القولِ مِن عملٍ؟


ماذا تُفيدُ صبيّا جائعا خُطبُ؟


هذي المصائبُ قد حلّت بإخوتنا


وأُسْلِمَ الشّامُ للأغيار تحتربُ


أينَ الأعاريبُ والوعدُ الذي وعدوا؟


أين المواثيق والحِلفُ الذي كتبوا؟


وأينَ، أينَ خطاباتٌ معَسّلَةٌ


الجدُّ فيها غريبٌ خانه اللعبُ؟


وأينَ همْ أصدقاءُ الشامِ، حين دَعَوْا


إلى المحافل، فيها الحقُّ مغترِبُ؟


وأينَ مجلسُهمْ للأمن، ويلَهمُ،


فيه الضّعيفُ نَسِيٌّ ما له سبَبُ؟ 


*****
تقاتلَ الإخوةُ الأعداءُ ليس لهم 


مِن التقاتل إلا الموتُ والخرَبُ



تحمّس الناسُ للميْدان تحفِزهم


حوافزٌ ووعودٌ كلُّها كذبُ


أغراهم العُجْمُ والأعرابُ فانخدعوا


وإنه اليومَ إفلاسٌ، وما كسَبوا


قد حرّضوهم وما وفّوْا بما وعَدوا


قد أطمَعوهمْ، ولحنُ الوعد يختلِبُ

  
قد أشعلوا فتْنَةً هوجاءَ ماحقةً


وقودُها الحقدُ والثاراتُ والغضبُ


فالنار تحرقُ كالإعصار مندفعا


فكلُّ معترضٍ لا بدّ ملتهبُ


*****
فصائلٌ وجماعاتٌ وألويَةٌ


وفي التفرّق للمندسّ محتَجَبُ


منظماتٌ ولا شيءٌ ينظمّها


إلا السلاحُ، وإلا القهرُ والغلَبُ


مجاهدون لأجل العدل قد نَفَرُوا


وأدعياءُ، فلا يُدرى لهم نسبُ

مقاتِلون طِلابُ الثّأر جاء بهم


وآخرون لأجل الرزق قد جُلبُوا


تنازعوا، فتفشّى النزغُ بينهُمُ


إن التنازع في الثورات يستلِبُ


وللطغاة حياةٌ في تفرّقهم


إنّ التفرّقَ تعطيلٌ لما يجبُ

أما الصهاينةُ الأعداءُ ليس لهم


إلا التربّحُ مما يفعلُ العربُ


*****
أرثيك يا "ثورةَ" الشام التي وُئدتْ


في مهدها قبل أن تجتاحها النُّوَبُ


أبكي على "ثورة" في الظهر قد طُعنتْ


ثمّ استباح حماها مَنْ له أَرَبُ


اللهُ للضعفاء العُزْلِ قدْ حُصِروا


الله للشّام، ندعوه، ونرتقبُ