بسم
الله الرحمن الرحيم
حلبُ
الفاضحةُ
(نظم)
لوْ أُنطِقتْ بالذي في سِرّها حلَبُ
|
لأدهَشَتْ، وأصاب السامعَ العجبُ
|
ماذا وَراء
عيونِ الناس باكيةً
|
غير العواطف
والأحشاءُ تلتهبُ؟
|
وهل يفيد
البُكا والموتُ كاشفةٌ
|
عن قبحها؟
هلْ يفيد الميّتَ الأدب؟
|
ماذا وراء
خطابِ القولِ مِن عملٍ؟
|
ماذا تُفيدُ
صبيّا جائعا خُطبُ؟
|
هذي المصائبُ
قد حلّت بإخوتنا
|
وأُسْلِمَ
الشّامُ للأغيار تحتربُ
|
أينَ
الأعاريبُ والوعدُ الذي وعدوا؟
|
أين المواثيق
والحِلفُ الذي كتبوا؟
|
وأينَ، أينَ
خطاباتٌ معَسّلَةٌ
|
الجدُّ فيها
غريبٌ خانه اللعبُ؟
|
وأينَ همْ
أصدقاءُ الشامِ، حين دَعَوْا
|
إلى المحافل،
فيها الحقُّ مغترِبُ؟
|
وأينَ
مجلسُهمْ للأمن، ويلَهمُ،
|
فيه الضّعيفُ
نَسِيٌّ ما له سبَبُ؟
|
*****
|
تقاتلَ
الإخوةُ الأعداءُ ليس لهم
|
مِن التقاتل
إلا الموتُ والخرَبُ
|
تحمّس الناسُ
للميْدان تحفِزهم
|
حوافزٌ
ووعودٌ كلُّها كذبُ
|
أغراهم
العُجْمُ والأعرابُ فانخدعوا
|
وإنه اليومَ
إفلاسٌ، وما كسَبوا
|
قد حرّضوهم
وما وفّوْا بما وعَدوا
|
قد
أطمَعوهمْ، ولحنُ الوعد يختلِبُ
|
قد أشعلوا
فتْنَةً هوجاءَ ماحقةً
|
وقودُها
الحقدُ والثاراتُ والغضبُ
|
فالنار تحرقُ
كالإعصار مندفعا
|
فكلُّ معترضٍ
لا بدّ ملتهبُ
|
*****
|
فصائلٌ وجماعاتٌ وألويَةٌ
|
وفي التفرّق للمندسّ محتَجَبُ
|
منظماتٌ ولا شيءٌ ينظمّها
|
إلا السلاحُ، وإلا القهرُ والغلَبُ
|
مجاهدون لأجل العدل قد نَفَرُوا
|
وأدعياءُ، فلا يُدرى لهم نسبُ
|
مقاتِلون طِلابُ الثّأر جاء بهم
|
وآخرون لأجل الرزق قد جُلبُوا
|
تنازعوا، فتفشّى النزغُ بينهُمُ
|
إن التنازع في الثورات يستلِبُ
|
وللطغاة حياةٌ في تفرّقهم
|
إنّ التفرّقَ تعطيلٌ لما يجبُ
|
أما الصهاينةُ الأعداءُ ليس لهم
|
إلا التربّحُ مما يفعلُ العربُ
|
*****
|
أرثيك يا "ثورةَ" الشام التي وُئدتْ
|
في مهدها قبل أن تجتاحها النُّوَبُ
|
أبكي على "ثورة" في
الظهر قد طُعنتْ
|
ثمّ استباح حماها مَنْ له أَرَبُ
|
اللهُ للضعفاء العُزْلِ قدْ حُصِروا
|
الله للشّام، ندعوه، ونرتقبُ
|