الجمعة، 18 يوليو 2014

مولدُ الطوفان



بسم الله الرحمن الرحيم



مولدُ الطوفان


نظمتُ هذه الأبيات في أثناء العدوان الصهيوني الهمجي الغاشم على غزة في نهاية سنة2008. وأرى أن مناسبة هذه الأبيات ما تزال قائمة باستمرار العدوان والحصار والتآمر والإجرام اللاإنساني المنظم ضد شعبنا الفلسطيني عامة، وإخوتنا في غزة بصفة خاصة. اللهم نصرك الذي وعدت عبادك المؤمنين المجاهدين الصابرين. اللهم إنا مغلوبون فانتصر، آمين.





جُرمٌ بغزّة خارقُ الأعيـــــــــــــــان  //  وضحيةٌ قد سُوّيت بالجانــــــــــــــــي

هو عَالمٌ، هو غابةٌ همجيّــــــــــــــة  //  الظلم فيها وارف الأغصـــــــــــــــان

دَمُنا يسيل "على الهواء"[1] نُحسّــــــه  //  متفرجين على مدى العــــــــــــــدوان

ينعَى على القربى قساوةَ قلبهـــــــــم  //  ظلمُ القريب أشد في الوجـــــــــــــدان

يشكو، ولاَ أُذْ ُنٌ تبلّغ شكْـــــــــــــوَه  //  يشكو إلى الأحباب والجيـــــــــــــران

أشلاءُ إخوتنا تُعرّي عجزَنــــــــــــا  //  وسكوتُنا يفضي إلى الخِــــــــــــــذلان

في قمّة[2] الجبناء قمةُ دائنـــــــــــــــا  //  وخواؤها يُقرَاْ من العنـــــــــــــــــوان

سلبَ اليهودُ حقوقنا، وتوحـــــــــدّوا  //  وتخاصم "الأعراب"كالصبيـــــــــان

بل ساوموا، وتصالحوا، وتواطــؤوا  //  حتى استقرتْ دولةُ الشيطـــــــــــــــان

ضاعت فِلَسْطينُ الحبيبة بعدمــــــــا  //  تركوا الجهاد لصَفْقة الخُســـــــــــران

جيش العدو بأرضنا مستأســـــــــــد  //  وجيوشنا في قبضة الغلمـــــــــــــــان

باعُوا القضية في مَواكبِ ذلِّــــــــــة  //  لم يحصدوا منها سوى الكُفــــــــــران

كَفرَ اليهودُ بكل عَقد مُلــــــــــــــزم  //  وسعى الذليلُ لمجلسٍ "عِبْرانِـــــــــي"[3]

تركوا الضحية للعدو غنيمـــــــــــة  //  وتنافسوا في الإثم والعصيــــــــــــــان

وعقيدةُ التوحيد أنْهوا أمرَهـــــــــــا  //  وتوجّهوا لعبادة الأوثـــــــــــــــــــــان

هذا يُشرّق، والغريمُ مُغـــــــــــرّبٌ  //  وعدوّنا يندسّ في الأوطـــــــــــــــــان

بل كلهُمْ متأمركٌ متصهيـــــــــــــن  //  يتهافتون على الحطام الفانــــــــــــــي

هجروا السلاحَ وأخلدوا لعروشهـم  //  وتفرغ السلطانُ للسلطــــــــــــــــــــان

وتفرّغ السلطانُ يقمع شعبـــــــــــه  //  ويرضّع التسليمَ في الألبـــــــــــــــــان

ويجرّم التشكيك في جَبروتــــــــــه  //  ويُحفّظ "التطبيعَ" كالقـــــــــــــــــرآن

ويحرّمُ الأقوال والأفعــــــــــــــالَ تدعو المسلمين لنُصرة الإخـــــــــــــــــوان

ويكمّم الأفواه خشية كِلْمـــــــــــــة  //  قد تُنهض المقموع كالبركـــــــــــــــان

ويحاصر الأحْلامَ في قنواتـــــــــه  //  ويقيّد الأحرار في القضبـــــــــــــــــان

ويعلم الإخذاء للفتيـــــــــــــــــــان  //  ويلقّن الإحجامَ للشجعـــــــــــــــــــــان

غلب الهوانُ على الرعية ساقهـــا  //  جبْرُ القرون لوهدة الإذعـــــــــــــــــان

إنّا بسِجن قد ترسّخ رُكنُـــــــــــــه  //  إنا مع الأحياء في الأكفـــــــــــــــــــان

ونظامُنا السجّان يُعمل سوطَــــــه  //  لا يستَحي، في السرّ والإعـــــــــــــلان

دمُنا ثمينٌ، والعدو يبيحـــــــــــــه  //   قد حَق ردُّ الفعل بالأسنـــــــــــــــــــان

وبشاعةُ الإجرام يصعب وصفهـا  //   وقذائفُ الأعداء بالأطنــــــــــــــــــــان

ودماؤنا رخُصت، ولم يرَ حاكـــمٌ  //  شلاّلها في غزّةِ الفرقـــــــــــــــــــــــان

فرقانُ ما بين اليهود وضدِّهـــــــم  //  أبدا، أخي، لا يستوي الضـــــــــــــدّان

ففريقهمْ كفرٌ بواح بيّــــــــــــــــــن  //  ولواؤنا هوَ راية الإيمــــــــــــــــــــان

قتلاهمُ بهمُ جهنمُ سُعّـــــــــــــــرت  //  وشهيدنا أبدا إلى الرضــــــــــــــــوان

النصر حقٌّ للمقاوم صامــــــــــــدا  //  ومُثبَّتا في الثّغر والميـــــــــــــــــــدان

أما الهزيمة للعدو فواقــــــــــــــــع  //  قد لا يراه الناس في الحسبـــــــــــــان

في غزةَ الأشلاءُ تغسل عارَنــــــــا  //  في غزةَ الأحرارُ من كنعــــــــــــــان

في غزةَ الشهداءُ قد أحيوننـــــــــــا  //  في غزةَ الأمواتُ كالتيــــــــــــــــجان

اَليوم في أرض الرّباط شـــــــرارة  //  تُنـْبـِي بأن الحق في النيـــــــــــــــران[4]

ودم الشهيد اليوم يُذكي نارنــــــــــا  //  وغدا ستعلن ثورةُ الغضبـــــــــــــــان

ونظامنا البالي يقارب حتفَــــــــــــه  //  وصمودُ غزةَ مولدُ الطوفـــــــــــــــان



[1] الإشارة هنا إلى فظاعات الجرائم الصهيونية التي تبثها القنوات الفضائية عبر العالم.

[2] المقصود هنا قمة حكام العرب.

[3] كناية عن مجلس الأمن الدولي الذي تتحكم فيه الدول المستكبرة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا معناه أن هذا المجلس، الذي يعارض أي حكم أو قرار أو أية مبادرة، كيفما كانت، يشتم منها رائحة المس بإسرائيل وإدانة جرائمها، هو مجلس "عبراني" أي صهيوني.


[4] المقصود نيرانُ مقاومة العدوّ ومجاهدته.