الاثنين، 14 يوليو 2014

حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل




بسم الله الرحمن الرحيم

حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل

الهمجيةُ الصهيونية تستأنف عدوانها الدموي اللاإنساني على غزَّة المحاصرة منذ سنوات، وما يُسمَّى بالمجتمع الدولي يتفرّج على المجازر اليومية التي ينقلها الإعلام عبر العالم، بالصورة الحية الشاهدة على نفاق هذا المجتمع الدولي، بل الشاهدة على حياده المتواطئ مع الصهاينة المجرمين.
وأين هي حقوق الأفراد والشعوب؟ وأين هي العدالة بين الأمم؟ وأين هي الأخوة الإنسانية وأخوة الجوار، وأخوة الدين والجغرافيا والتاريخ؟
غزة المحاصرةُ المُجوَّعَة لم تستسلم، ولن تستسلم بإذن الله الواحد القهار. فهي ثابتة صامدة رافعةٌ رأسَها، تقاوم العدوان الهمجي الصهيوني، وتواجه الآلة العسكرية الصهيونية الجهنمية بوسائل بسيطة شبه بدائية بالقياس إلى آلة العدو، التي تفتك جوا وبرا وبحرا.
وأنظمتُنا العربية المتخاذلة واقفةٌ تنتظر بين نظامٍ ضعيف عاجز، ونظام متواطئ مُتشَفٍّ، ونظامٍ مُناور مُسَوِّف منافق، ونظامٍ محايد حيادا يزكّي الظالمَ ويقوّي عضُدَه.
أَلاَ إن روح الاستبداد الساكنة في مفاصل أنظمتِنا السياسية لا يمكن أن ينتج عنها، اليوم وغدا، إلا الفشلُ والهزائم والخذلان.
إن أهل غزة لهم اللهُ، تعالى قاصمُ الجبارين، هو حسْبُهم، وهو الذي نصرهم سنة 2008، وسنة2012، وسينصرهم سنة2014، وفي كل المعارك والأوقات ما داموا معتصمين بالله، ثابتين صابرين محتسبين. (ألا إن نصر الله قريب).
(الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جَمَعُوا لكم فاخْشوْهُم، فزادهُم إيمانا، وقالوا حسبنا اللهُ ونعم الوكيل).

******

حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل


صهيونُ، في ملتي، أعدى أعادينـا

وأهل غزّةَ عنوانُ المُحَـبـِّـيـنـــــــــا
فأنـتمُ الضوء في أنـفاقِ واقعنـــــــا

وأنتــمُ النجمُ في صحراءَ يَهــدينــــا
مأساتكمْ من مآسينا وإنْ عظُمــــت

وقد تهون لجُـلاّكُـم مآسينــــــــــــــا
دماؤكم، أهلًنا، في الظلم دافِـقــــــةٌ

وليس معتصمٌ يُرجى لأهــــلينـــــــا
يا غَـــزّةَ العزِّ، هــذا العارُ يتبعنـــا

والذلُّ يخجل للــذّل الذي فـينـــــــــا
يا غزّة الثغرِ، إن الحق يحفــــــزنا

حقُّ الأُخوة في الأقصى ينادينـــــــا
يا غـزّةَ الصبرِ، هذا الجبرُ يحبسنا

وواقع الجبْر فينا ليس يُعفينـــــــــــا
يا أهل غزّةَ، هذا العجزُ يكشفنـــــا

ولا من التوت أوراقٌ تُغطّينــــــــــا
يا غزّة الجرجِ، لا شكوى تُبرئنــــا

ولا بيانٌ وشجبٌ من ذرارينــــــــــا
يا غزّة النّزْف، هذا الظلمُ يحصرنا

كي لا تُمدّ إلى المحصور أيدينــــــا
يا غزّةَ الشرفِ المغدور مـــعذرة،

فالقمع يُكرهنا، والوهْنُ يُلهــينـــــــا
قد ألزمونا بأوراق تقيّـدنــــــــــــــا

وواجبٌ فسخُ عقدِ المستـبدّيـنـــــــــا
ذوو الجلالة، والألقابُ تعجبهــــم،

استمْرأوا الذل، يا عارَ المُذَلِّيــــــنا!
حكام جبْر، وسيف القمع حكمــهمُ،

مبذرون، فقد باعوا فلسطينـــــــــــا
مالٌ وأنظمةٌ، والنفطُ نقمتُهـــــــــا،

من مال ثروتنا الأعداءُ تأتينــــــــــا
جبنٌ وأسلحة أَلصّدْءُ يُتلفهــــــــــــا

واعْجبْ لجبنهمُ نال النياشينــــــــــا
صهيونُ سيدهم، لا "لا" لسيدهــم،

قد أصبحوا كلهم إسرائليينـــــــــــــا
قد استعانوا بهم من أجل عرشهـمُ؛

بئس المعينُ، وبئس المستعينونــــــا
سخَوْا بأمتهم من أجلِ كرسيهــــم

وقدّموا أرض أقصانا قرابينــــــــــا
قد أسخطوا الله إذْ أرضوا صهاينـةً

وكيف يُنْصَرُ من أرْضى الملاعينـا
وصدّقوهم، فألقَوْا للعدى سَلَمـــــــاً

وهل يُصدَّقُ قومٌ حرّفوا الدّينـــــا؟!
قالوا: سلامٌ، وقتلُ النفس ديدنُهـم؛

هذي مجازرهم في الأرض تُغنيـنـا
قالوا: اتفاقٌ، ونقض العهد عادتهم

ولا عهودَ لمن خانوا النبيئينــــــــــا
قتلٌ وغدرٌ ونكْـثٌ، ذاك دينهـــمُ،

وفضحُ جرمهمُ في الوحي يكفينـــــا
قد فرّقوا ليسودوا، ويحَ ساستنـا،

تنكّبوا الدينَ واختاروا الشياطينـــــا
يخوفونكمُ واللهُ مُؤْمنكـــــــــــــــم

يُثبّت القلب تغشاه الطمأنينــــــــــــا
إن تستغيثوا يجئـْكم رفدُه مــــــددا،

وإنه نعم مولى المستغيثينــــــــــــــا
وإنه حسْبكم في كل نازلـــــــــــــة

وهْو المجيرُ لكلّ المستجيرينـــــــــا
يا أهل غزّةَ في الجنّات مسكنُكــــم

وفي السّعير عدوُّ الله؛ آمينــــــــــــا