بسم الله الرحمن الرحيم
صرخةُ عاجز |
|
فلسطينُنا قُدْسٌ، فأينَ حُماتُه؟ |
وغَزَّتُنا نَزْفٌ، فأينَ أُساتُه؟ |
ومَقْدِسُنا نَهْبٌ فأين صلاحُه[1]؟ |
وأمّتُنا وهْنٌ تطاولَ مكْثُه |
وحُكّامُنا شَتَّى هواهمْ مُغَلَّبٌ |
وواقعُنا جبْرٌ تَعذَّرَ دفعُه |
فلسطينُ تشكو من عدوٍّ يُبِيدها |
وساستُنا قولٌ جُفاءٌ مُرادُه |
ولهوٌ وترفيهٌ وفرطُ سَفاهةٍ |
وقلبٌ جبانٌ في الخواء نضالُه |
مجالسُ لا تَسْوَى جناحَ بعوضةٍ |
كلامٌ وشَجْبٌ كالهباء بيانُه |
فأينَ جيوشُ العُرْبِ تُنْقِضُ ظهرَنا؟ |
وقادَتُها قبْرٌ تأبّدَ صمتُه |
وأين سلاحٌ في المخازن عاطلٌ؟ |
فليستْ تُوَرّى في الكريهةِ نارُه |
*** |
وُعِدنا طويلا، والأماني بعيدةٌ |
فظَلَّلَنا ليلٌ تباعد فجرُه |
فغاية صهيونٍ تملّكُ أرضنا |
وغاية سلطاني المبجّلِ عرشُه |
تملّكنا الصبيانُ، فالعقل ناقصٌ |
وهل يرشُد السكرانُ والخمرُ همُّه |
له في صريع الغانيات[2] مثالُه |
وفي غفَلاتٍ قد تصرّمَ عمْرُه |
همُ صبيةٌ، دينا وفكرا وهمّةً، |
فعضُّهُمُ داء تضاعف بَرْحُه[3] |
فسيفُهمُ، في القمع، يهجرُ غِمدَه |
وفي حاجة الإسلام ينبو مضاؤه |
إذا قام بنيانٌ وفيه خلاصُنا |
تداعوْا، وقالوا: الخيرُ للناس نقضُه |
وإن كانت الأحداث تفرضُ نَفْرَةً |
تواصوْا بأن الشعب ينفعُ قمعُه |
فتُفتَح أبوابُ السجون لفاضلٍ |
جريمتُه، عند التحقّق، فَضْلُه |
فبئس رجالٌ في التسلّط همّهمْ |
جبابرةٌ، والجبرُ قد حانَ حيْنُه[4] |
أليس عجيبا أن يُقيّد فارسٌ |
ويُرجَى جبانٌ في المهانة سعيُه؟ |
ويُسجنَ مقدامٌ تسدّدَ رميُه |
ويُطلقَ خوّار تكشّف عجزُه؟ |
ويُكْرَمَ جلادٌ تفاحش بطشُه |
ويُبعَدَ مجلودٌ تبيّن صدقُه؟ |
*** |
فهذي دماءُ العزِّ تفضحُ عجزنَا |
وهذا ضميرُ الغربِ بانَ نفاقُه |
وهذي جيوشُ الظلمِ تحشُد حشدَها |
وهذا سلاحُ البغْيِ جُنَّ جنونُه |
وهذا فِدائيٌّ يجود بنفسه |
وفي وجه عُدوانٍ تَثَبَّتَ جأشُه |
يدافع عن ثغرٍ يُكَبِّرُ ربَّه |
عقيدَتُه في المَعْمَعَان عمادُه |
وليسَ يخيبُ العبدُ يطلبُ ربَّهُ |
ففوقَ الجميعِ اْللَّهُ جَلَّ جَلالُه |
لِغَزَّةَ نصرٌ مُسْتَحَقٌّ مُؤَزَّرٌ |
ووَعْدٌ من الرحمنِ حقَّ نفاذُه |
فيا ناصرَ المسْتَضْعَفين على العِدَى |
تداركْ ضعيفا في الشهادَة بالُه |
*** |
فهذا صُراخي قد نظمتُ نُثارَه |
وجُهدي دعاءٌ قدْ يُرَجَّى جوابُه |